السبت، 27 ديسمبر 2014

في: 26 -12-2014//أوطم// التهج الديمقراطي القاعدي// البيان الختامي للأيام التعريفية بالشهيد مصطفى مزياني



في: 26 -12 -2014

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب      النهج الديمقراطي القاعدي

البيان الختامي للأيام التعريفية بالشهيد مصطفى مزياني

في وضع يتسم بتكثيف الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي لهجومه الشامل على الشعوب المسحوقة، لإعدام طموحاته في التحرر والانعتاق، وللمزيد من تعميق استغلال ونهب خيراته وثرواته، سلاحه في ذلك مؤسساته السياسية والإيديولوجية، وذرعه العسكري الفتاك "الناتو"، وصنيعته القوى الظلامية، محترفة الإجرام وسفك دماء الشعوب والاتجار فيها، إذ تخاض أبشع حروب السلب والنهب، وترتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية تحت مبررات "تسييد الديمقراطية" و"السلام العالمي" و"الدين" ومحاربة "الإرهاب" الذي هو منتوج إمبريالي خالص.
وفي واقع اشتداد حملات القمع والإرهاب للنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، على الشعب المغربي وحركاته المناضلة، وعلى مقربة من الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد المناضل عبد الرزاق الكاديري شهيد الشعب المغربي والقضية الفلسطينية، قضيتنا الوطنية...
نظم النهج الديمقراطي القاعدي ، أياما تعريفية بالشهيد مصطفى مزياني، أيام 24، 25، 26 دجنبر 2014، عملا بشعار "من يكرم الشهيد.. يتبع خطاه"، إخلاصا لروح الشهيد، وللتعريف به، وبمواقفه، وبمعركته وبالمشروع السياسي الثوري الذي آمن بتاريخيته وعدالته، وقدم حياته في سبيله، مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، بما هي محطة لاستحضار كافة شهداء الشعب المغربي والقضايا التي استشهدوا من أجلها، وأيضا للوقوف على مدى إخلاصنا ووفائنا للشهيد والشهداء ولقضاياهم، من أجل المزيد من تعميق ارتباطنا بهم، وتجدير وتطوير مسار الإسهام المتواصل للحركة الطلابية المغربية في مسيرة تحرر وانعتاق شعبنا.

وهذه الأيام، عرفت حضورا نوعيا لعائلة شهيدنا الغالي مصطفى مزياني، ولعائلات المعتقلين السياسيين، وللجماهير الطلابية ورفاق ورفيقات النهج الديمقراطي القاعدي ومجموعة من مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والإطارات والتيارات المناضلة، تخللتها قافلة تضامنية بمبادرة الرفاق والرفيقات بحركة 20 فبراير، التي عرفت نجاحا متميزا بحضور مجموعة من مناضلي (ت) الشعب المغربي وهيأة دفاع المعتقلين السياسيين.
نحيي كل من جسد حضوره الميداني، وساهم في إنجاح هذ العرس النضالي إلى جانب رفاق الشهيد وعائلته، داخل موقع ظهر المهراز، القلعة الصامدة، بفضل توجهها الكفاحي الثوري وجماهيرها المناضلة، رغم القمع الدموي وكل أشكال الطعن والتآمر، نستحضر بالخصوص، المؤامرة الكبرى ل24 أبريل214 التي استهدفت إقبار فصيلنا السياسي الثوري، النهج الديمقراطي القاعدي، وضرب تطور الخط الجذري ببلادنا، والمستمرة  فصولها في التناسل إلى حدود الساعة، وما اعتقال الرفيق عبد الوافي عقيل إلا دليل حي لذلك، فكل مناضل مخلص، متمسك بمبادئه ومواقفه، ويعانق هموم الجماهير وقضاياها، هو "مجرم" بالنسبة للنظام والقوى الظلامية وكل أنصار مشروع الاستعمار الجديد، وهذا طبيعي جدا بحكم منطق الصراع، فلن ننتظر من النظام الذي صفى أبطال المقاومة وجيش التحرير، واغتال برصاصه الحي الآلاف من الأبرياء والشرفاء من أبناء شعبنا طيلة تاريخه الدموي ودفنهم بالمقابر الجماعية التي لا تعد ولا تحصى، وباع خيرات بلادنا في أسواق المزاد العلني الرأسمالية بأبخس الأثمان، وجعل بلادنا مرتعا  لكل أشكال النهب والاستغلال والسياحة الجنسية ...، لن ننتظر من أعداء وقتلة الشهداء أن يقابلوننا بالورود، أو أن يثقلوا أكتافنا بنياشين المجد، لن ننتظر منهم غير القمع والضغينة، والتجريم والتشهير، وكل أشكال السيطرة والإدلال.
نخلد هذه المحطة النضالية تقدير لتضحيات رفيقنا وشهيدنا مصطفى مزياني، المناضل القاعدي الثوري، المناضل الماركسي اللينيني الأممي، ذو الأصول الأمازيغية، الذي لم يتخذ لنضاله لونا ولا جنسا ولا دينا، وإنما عانق هموم الكادحين والمعدمين الذين يشكلون عصب الوجود، ينتجون كل شيء ولا يمتلكون أي شيء غير الفتات، وآمن بأن الخلاص قادم لامحالة، والمسألة مسألة وقت، مرهونة بتضحيات وكفاحات الشعوب وأدواتها الثورية، فعاش بيننا مناضلا مبدئيا عظيما، ورفيقا صادقا متواضعا،  وفارقنا بعد معركة بطولية دامت 72 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، ليدون اسمه بدمه الطاهر في قافلة شهداء شعبنا الأبرار، ملهما لنا ولكل الأحرار والشرفاء، وأعطى للتضحية ونكران الذات معناهما الحقيقي، مقدما الدليل القاطع على قدرة شعبنا على هزم أعدائه.
إن مصطفى مزياني، حي فينا، لازال بيننا، في عيوننا، في دمائنا، وسم في ذاكرتنا، ذاكرة شعبنا، التي ترفض المحو والنسيان وطي الصفحات، وشمعة وضاءة تنير طريقنا في وجه الإرهاب والظلام وأعاصير الصراع العاتية، وهو نبراس لنا وللأجيال الحالية والمستقبلية من المناضلين والطاقات المناضلة، وسيظل هكذا دائما وأبدا.
تأتي هاته المحطة النضالية، في واقع استفحال أزمة علاقات الإنتاج الرأسمالية التبعية، المتجاوزة تاريخيا، وتلعب دور المدمر لقوى الإنتاج الخلاقة، وهذا ما يترجم عمليا، بتكثيف الصهيونية والإمبريالية، عبر عملائها المحليين، للاستغلال الاستعماري الوحشي لخيرات شعبنا، من خلال تنزيل العديد من المخططات السياسية والطبقية، ونهج سياسة التقشف وتحرير الأسعار وتجميد الأجور، والزج بالطبقة العاملة المغربية خارج دائرة الإنتاج، وتوسيع الوعاء الضريبي والزيادة في الضرائب المباشرة والغير مباشرة، وتنزيل المخطط القمعي/العسكري "حدر" بالشوارع، بالموازاة مع عسكرة الجامعات المغربية، آخرها وليس بالأخير المجزرة الدموية المرتكبة بموقع وجدة.
هذا الواقع المأساوي المتردي، هو الأساس لتمردات و انتفاضات الجماهير الشعبية بمختلف فئاتها وطبقاتها، نستحضر الانتفاضة المجيدة ل "سيدي إيفني" التي خلفت سقوط الشهيد "لحسن أحراث"، والمعارك البطولية لحركة المعطلين والطبقة العاملة بمجموعة من المناجم، ومعارك الحركة الطلابية بمختلف المواقع الجامعية، ومعارك المعتقلين السياسيين- معركة الإضراب المفتوح عن الطعام لمدة 44 يوم بسجن عين قادوس بفاس-، لكن هذه المعارك، وبالرغم من قوتها، تبقى مشتتة ومعزولة، مما يسهل على النظام الاستفراد بها وإجهاضها بأقل تكلفة، دون أن تساهم في تحقيق تراكمات نضالية في مستوى التضحيات المقدمة، وهو ما يبرز ملحاحية بديل حقيقي قادر على قيادة وتأطير نضالات شعبنا والسير في مقدمتها، وتوجيهها في مسارها الصحيح، نحو صنع النصر، الذي لن تقوم له قائمة إلا بدك البنيان الاقتصادي والسياسي والثقافي القائم، ومن واجب كل المناضلين(ت) الغيورين والمخلصين، التعامل المبدئي والمسؤول مع المبادرات النضالية المقدمة في هذا الاتجاه، وتعميق ذلك على طريق المزيد من تصعيد الفعل النضالي، والمزيد من العمل الدؤوب المنظم والمتواصل، ورفاق ورفيقات النهج الديمقراطي القاعدي هم الأوائل المعنيين بهذا الأمر.
وفي الأخير، نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:
-       تحياتنا لعائلة شهيدنا مصطفى مزياني وعبرها نحيي عائلات وأمهات شهداء الشعب المغربي.
-       تحياتنا لرفاقنا المعتقلين السياسيين وعائلاتهم ومطالبتنا بإطلاق سراحهم الفوري  وإدانتنا للأحكام الصورية الصادر في حقهم.
-       إدانتنا للتدخلات القمعية في موقع وجدة وسطات و...
-       إدانتنا لجريمة الاغتيال في حق الشهيد رضوان الدقوني ببرشيد.
-       دعوتنا كافة مناضلي ومناضلات الشعب المغربي إلى المزيد من استنهاض الفعل النضالي.
-       دعوتنا الجماهير الطلابية إلى المزيد من الانخراط في معاركها النضالية دفاعا عن مطالبها وقضاياها.
-       استمرارانا على نهج شهدائنا الأبرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق