المعتقل السياسي: حميد
المومن. السجن المحلي عين قادوس بفاس
رقم الاعتقال: 83194
شهادة حول
التعذيب
اعتقلت
في 22 أبريل 2013 على الساعة السادسة مساءا عندما كنت خارجا من الحي الجامعي متوجها
نحو ملعب كرة القدم أو ما يعرف بـ"textille"
الموجود داخل الساحة الجامعية وذلك خوفا من أن تقتحم قوى القمع الحي الجامعي،
وعندما وصلت إلى الملعب وجلست هناك حوالي 20 دقيقة حيث كان هناك طلبة وطالبات
آخرون، وفجأة رأيت سيارة القمع "الصطافيط" متوجهة نحونا بسرعة هائلة،
وعند ردة فعلي هربت وبدأت أتسلق حائط منزل كان مملوءا بالزجاج والأسلاك الشائكة،
وبعد بضعة ثاني وصلت إلينا قوى القمع وجرتني أنا وطالب آخر من الحائط حيث تمزقت
أيدي بالزجاج والأسلاك الشائكة وبدأوا بضربي بكل شتى وسائل القمع نحو جميع أطراف
جسمي بما فيها (الرأس والوجه والظهر...) وبعد ذلك تم جري حوالي 20 متر في الأرض
بعنف لا يتصوره العقل متجهين بي إلى "الصطافيط"، وعندما أدخلوني إلى
سيارتهم، بدأ شوط ثاني من التعذيب النفسي وهو السب والشتم، بشتى العبارات الساقطة،
ثم توجهوا بنا إلى مقر الأجهزة القمعية "القشلة"، حيت بدأوا بضربنا
وتعنيفنا وتهديدنا، لمدة نصف ساعة على الأقل وبعد ذلك نقلونا أنا وطالبين آخرين في
سيارتهم البيضاء "الصطافيط" كان بداخلها عنصران من عناصر القمع السرية
إلى الولاية وأحلونا على غرفة التحقيق كان بها أربعة محققين، لا تظهر على وجههم
ولو ذرة من الإنسانية.
وبعدها بدأوا بطرح أسئلة شخصية على كل واحد منا (الاسم
الكامل، العنوان ... علاش وفين تشديتي؟ واش كنت كتضرب بالحجر؟ واش نت ساكن فالحي
الجامعي؟ واش نت قاعدي؟ شنو كتعرف على القاعديين؟ وشكون رأس الحربة ديالهم؟ في أي
طبقة يسكنون بالحي الجامعي؟ فين كاريين ...؟) وعند انتهائهم من الأسئلة إلتقطوا
لنا بعض الصور وأخذوا بصماتنا، ثم صفدونا ونقلونا إلى مستشفى الغساني لكي نتلقى بعض
"العلاج"، ثم أعادونا إلى الولاية، وتم انزالنا إلى "لاكاب"
وتسليمنا إلى حارس القبو "لاكاب"، وسجل أسماءنا وجردنا من ممتلكاتنا
(الحزام، النقود، السيور،...) وتم ادخالنا إلى بهو الزنازن (الهول) وجلسنا هناك
لمدة ساعة على الأقل، فنادى أحد الحراس واحدا تلو الآخر إلى محقق فأعاد طرح
الأسئلة نفسها التي طرحها عيلنا المحققون السابقون وعند انتهاء المحقق من الأسئلة
تم زجنا بالزنزانة 17 المظلمة وكريهة الرائحة وبعد مرور بعض الوقت بدأت أشعر بالدوار
والقيء من شدة الضرب والجوع والمعاناة النفسية المترتبة عن ذلك، وقضيت الليلة في
الزنزانة وأنا مستيقظ جراء الضجيج الصادر من اشتباك "السكايرية" في ما
بينهم، وإضافة إلى ضيق التنفس من سوء التهوية، وفي الصباح وبعد غفوة من النوم جاء
حارس الزنازن وايقظنا بالطرق على أبواب الزنازن بالزرواطة فجمعونا في زنزانة واحدة
وبدأوا بمنادات أصحاب "الدوكو" إي الذين قضو 48 ساعة هناك لإحالتهم على
المحكمة أما نحن أصحاب 24 ساعة، تمت مناداتنا لإستئناف التحقيق حيث انضافت وجوه
جديدة إلى فريق المحققين السابقين، ووجهوا إلينا نفس الأسئلة السابقة، وعند
الانتهاء من الأسئلة أخذني أحد المحققين إلى مكتب انفرادي لكي يسجل المحضر وعلى
مرأى من عيني وضع "USB" في الحاسوب وأخد يعدل المعلومات التي
تخص الهوية فقط كالاسم – العنوان – الشعبة – السنوات الدراسية – سنة إجتياز
الباكالوريا ...) أما المضمون فقد احتفظ به ولفقه لي في محضري تم نسخ منه أكثر من
عشرة أوراق وطلب مني الإمضاء بعد أن جمعونا فأردت قراءة المحضر فرفضوا وأرغمونا
على الامضاء بتهديدنا بـ (الاغتصاب، الشيفونة، الكي بالسجارة...) وبعد ذلك أعادونا
إلى القبو وقضينا الليلة الثانية هناك كالعادة في الصباح الموالي وعلى نفس الخطوات
السابقة، أخذونا إلى "وكيل الملك" "بالمحكمة الابتدائية"
بفاس، فكتب لنا محضره الخاص، معتمدا على أسئلة وجهها إلينا، وعندما إنتهى تم زجنا
"بالسيلون" الموجود هناك وبدأنا ننتظر من 11:00 صباحا إلى 19:30 ليلا
لكي يتم إحالتنا على الجلسة التي دامت حاولي دقيقة أو دقيقتين وسيليها قرار
المحكمة الرجعية بإحالتنا على السجن قيد الاعتقال الاحتياطي بدافع "سلامة
التحقيق".
الحرية لكافة
المعتقلين السياسيين
لا سلام لا
استسلام .. معركة إلى الأمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق