السجن المحلي عين
قادوس
فاس في: 24 -05-2014
-
المعتقل السياسي : بلقاسم بن عزة "قاسم"
- رقم الاعتقال : 89537
-شهادة حول التعذيب-
يقول
التاريخ كلمته ويؤكد على الحقد التاريخي للنظام القائم وحلفائه وعلى رأسهم القوى
الظلامية تجاه النهج الديمقراطي القاعدي ومناضليه الشرفاء المرتبطين والملتحمين
بهموم وقضايا المحرومين و المعدمين من أبناء هذا الوطن الجريح.
وتشكل المسرحية/المؤامرة التي جند لتنفيذها ولعب أدوارها أحفاد "بن
كيران" واتمامها عن طريق كل الأبواق الإعلامية الرسمية أو تلك التابعة لقوى
الغدر و الظلام،والأقلام المأجورة وكل المتكالبين والمتخاذلين، حلقة متقدمة من
سلسلة المؤامرات التي حيكت ولاتزال تحاك ضد هذا الصوت المكافح-المشهود له تاريخيا
بالتضحيات الجسيمة لمناضليه ونستحضر هنا روح الشهيد مصطفى بلهواري و مولاي بوبكر
الدريدي،المعطي بوملي...، و كذلك مئات المعتقلين السياسيين التي وزعت عليهم قرون
من السجون وآخرين لازالوا يعانون من عاهات مستديمة (بوبكر الهضاري نموذجا ),-
الذي رغم الضربات الموجعة التي تلقاها طيلة مساره النضالي ظل وفيا لمواقفه ومبادئه
وبرنامجه، بل أكثر من ذلك وأمام تزايدحدة الهجوم غلى مكتسبات الجماهير الشعبية
عامة و الجماهير الطلابية خاصة طور من وسائله وآلياته النضالية، وإقدامه على توسيع
رقعة الفضح لمسلسل الإجرام الممارس من لدن النظام وحكومته الملتحية (العدالة
والتنمية) في حق كل المضطهدين و المقهورين.
إن مؤامرة 24-04-2014 لم تبدأ مع هذا
التاريخ بالتحديد بقدرما أنها استمرارية لمسلسل الهجمات الهادفة لاجتثاث النهج
الديمقراطي القاعدي خصوصا و الإفرازات النوعية التي حققها وخلفها وكان لها آثر
وازن في الساحتين السياسية والنضالية، وكذلك الدور الريادي الذي يلعبه في جعل
الحركة الطلابية تلعب أدوارها التاريخية المنوطة بها في إجهاض مخططات النظام و
الدفاع عن مجانية التعليم، والمساهمة و المراكمة نحو إنجاز مهام التحرر الوطني،
وأعمال لجنة المعتقل واللجن النضالية المؤقتة تجارب غنية في هذا الاتجاه. وقد
انطلق مسلسل الهجوم هذا انطلاقا من 15 أبريل 2013، وصولا إلى بداية الموسم الجامعي
الحالي 2013/2014، حيث جريمة إغلاق الحي الجامعي وملحقته
"الديرو" وتشريد آلاف الطلبة و الطالبات...،لكن تعنت و شراسة المقاومة
التي أبانت عنها الجماهير الطلابية بمناضليها ومناضلاتها في ردع هذا الهجوم وخلق بديل مؤقت للحي الجامعي
والمتمثل في اعتصام ومبيت ليلي بالمركب الجامعي ظهر المهراز، وما رافقه من أشكال
نضالية متميزة كان لبعضها بعد وطني. هكذا سيتخذ الهجوم أساليب أكثر وحشية وإجرامية
في حق المعتصمين و الجماهير الصامدة حيث تم تدمير كلية بأكملها باستعمال الجرافات
وأسلحة متعددة للتنكيل بالطلبة والطالبات (محاولة ذبح أحد الرفاق من الرقبة وإجهاض
طالبة متزوجة...)، وأمام الإصرار و العزيمة الفولاذية في مواجهة الآلة القمعية و استمرار الجماهير الطلابية في معركتها و العزم كذلك
على تطويرها، وتكسير رهانات النظام. تستولي القوى الظلامية الدور كعادتها بشطحاتها
المعهودة على إيقاعات مرسومة ومعد لها سلفا، لتنطلق في تنفيذ الخطة/الجريمة بطريقة محكمة مباشرة بعد العطلة الربيعية يوم الاثنين
21-04-2014 حيث تفاجأ الطلبة و الطالبات بإنزال مشبوه لميلشيات منظمة ومدججة بجميع
أنواع الأسلحة ومرابطة بالكليات الثلاث، ليبدأ مسلسل الترهيب و المضايقات و
الاستفزازات الخطيرة في حق المناضلين والمناضلات وفي حق الجماهير الطلابية، وصلت
إلى حد وصف الطلبة والمناضلين "بالشياطين" والطالبات و المناضلات
"بالعاهرات"، مثال أحد هذه العناصر قال في وجه احدى الرفيقات بالحرف
الواحد " هاهوما غادي يمشيو أوغادي نحو... دين مك...القح..." وصرخت إحدى
"الأخوات" في وجه أحد الرفاق "أنا مسلمة وبن كيران مسلم ديالنا
أوشوفو شكون غادي يغلب... وانتوما حلال فيكم الجهاد" لكن يقظة المناضلين
وإيمانهم بأن القوى الظلامية تاريخيا تشكل تجليا من تجليات الحظر العملي على
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وأن دخولها إلى الجامعات المغربية كان دخولا مشبوها
بلغة الدم والسيف وبدعم مادي ولوجستيكي من النظام وخلف ضحايا كثر من شرفاء هذا
الوطن الجريح، حيث كانت فتاوى شيوخ الظلام تصدر في حق الأبرياء وكل من كان يحمل هم
التغيير و يعانق هموم الكادحين، وما حصل لرفيقنا الغالي المعطي بوملي في 1 نونبر
1991، واغتيال الشهيد محمد آيت الجيد بنعيسى في 25 فبراير 1993... يغنينا عن كل
الاتهامات.
حالت (يقظة المناضلين) دون
الانسياق وراء الاستفزازات وتهديدات الميلشيات الظلامية التي فاق عددها 140 عنصرا،
لأن الهدف منها كان واضحا وهو استكمال وإتمام ما عجزت عنه جحافل القمع في 05 و 28 و
29 مارس الماضي، وكما عودنا دائما أحفاد "الماعز" في عرقلة معارك
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والركوض نحو تفريش الأرضية لتنفيذ وصايا كهنة
الحكومة الملتحية، ويشكل التصريح الأخير للدجال "لحسن الداودي" القاضي
بفرض رسوم التسجيل في الجامعة المغربية انطلاقا من الموسم المقبل و المحددة في
2000 درهم في اجهاز تام على مجانية التعليم والذي جاء (التصريح) تزامنا مع هجوم
أتباعه على جامعة ظهر المهراز خير دليل على ذلك.
استمرت هذه المضايقات الخطيرة لتأخذ أشكالا أكثر وحشية وضراوة، ففي يوم الخميس 24-04-2014 وبينما كان المناضلين في
الكليات الثلاث والساحة الجامعية منشغلين في التحضير لنقاش تقييمي الذي كان مقررا
بالساحة الجامعية على الساعة الثانية عشر زوالا(12h00min) من نفس اليوم لتدارس وتقييم
الخطوات النضالية التي جسدتها اللجن النضالية المؤقتة المنضوية تحت لواء أوطم بعدد
من المناطق والمدن (تاهلة، كرسيف، المنزل، ولاد جامع، غفساي، كيكو...) ،(انظر
الاخبار الخاص بالنقاش التقييمي المحين في مدونة الاتحاد الوطني لطلبة
المغرب-النهج الديمقراطي القاعدي- www.Vdbunem.blogspot.com)).
ستشن هاته العصابات هجوما تاتاريا
منظما على المناضلين و المناضلات، وكل من طالته أياديهم الملطخة تاريخيا بالدماء
مخلفة بذلك حالة من الرعب والهلع واغماءات حادة في صفوف الطالبات، لتفرض جوا
استثنائيا في المركب الجامعي هذا في الوقت الذي ظلت فيه أجهزة القمع مرابطة و مطوقة
لكل المنافذ المؤدية من وإلى الجامعة، استعدادا منها لاستكمال وتنفيذ الجزء الثاني
من المسرحية /المؤامرة،
وهذا ما تجلى بالفعل عندما أقدمت أجهزة الاستخبارات باختطاف الرفيق محمد غلوط وعمر
الطيبي وعبدالرزاق أعراب من حي النرجس بفاس في حدود الساعة السادسة مساءا، واستمرت
حملة مسعورة من الاعتقالات والمداهمات الليلية لمساكن الطلبة و المناضلين وتعقبهم
بكل الوسائل المتطورة حتى تلك المحرمة دوليا ( التصنت على الهواتف، التجسس على
الحسابات الخاصة بالفايسبوك...) توجت باعتقال الرفيق عبد النبي شعول من حي ليراك
الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، ونفس الشيء بالنسبة للرفيق أسامة زنطار الذي تم
اختطافه من منطقة المنزل التي ينحدر منها. وفي يوم الثلاثاء 29 أبريل 2014 منذ
الصباح الباكر سيشهد الحي الهادئ بأحد أزقة حي النرجس بفاس حركية غير عادية لأشخاص
غرباء بزي مدني الذين لم يكونوا سوى فرقة خاصة "كوموندو" مكونة من أكثر
من 20 عنصرا ستعمل على تطويق منزل أحد أقاربي الذي كنت ارتاده بين الفينة و
الأخرى، وفي حدود الساعة 11 :30 وبعد أن تأكدوا من تواجدي في
العمارة تلك، قاموا باقتسام الأدوار لتصعد مجموعة إلى سطح العمارة مخلفة حالة من
الفزع في صفوف قاطنيها، وبقيت أخرى مراوحة لمكانها في الأسفل، بعد ذلك ستقوم
الفرقة الخاصة بالاعتقال على الصعود إلى المنزل، حيث بدؤوا يدفعون الباب بقوة، قبل أن يستعينوا بأحد قاطني
العمارة الذي يشغل حلاقا بنفس الحي والذي بدأ يناديني باسم ابن قريبي بحكم معرفته
به، فاقتربت إلى الباب بعدها تأكدت أن الأمر يتعلق بعناصر البوليس السري من
مخابرات واستعلامات عامة تحاول اقتحام المنزل دون سابق انذار وفي ضرب سافر لحرمة
المنازل، قررت فتح الباب لتنقض علي ايادي الهمجية وتصفد يدي إلى الخلف واقتادوني
إلى داخل المنزل لحجز كل ما بحوزتي من أغراض ووثائق بالإضافة إلى هاتف نقال و
حاسوب يعود إلى ابن قريبي قبل أن يرجعوه إليه في اليوم الموالي. انطلقوا بي نحو
الأسفل أمام ذهول الجميع حيث كانت حوالي خمس سيارات رباعية الدفع في انتظاري في
مشهد هوليودي عادة ما كنا نشاهده فقط في الأفلام السينمائية.
اتجهوا بي نحو ولاية القمع تحت
وابل من السب و الشتم، هناك أدخلوني إلى مكتب ممتلئ بوحوش آدمية التي ومباشرة بعد
دخولي إليه سينهالون علي بالصفع و الركل في أماكن حساسة من الجسم ناهيك عن الألفاظ النابية التي يعج
بها قاموسهم "هاحنا جبنا دين مك اولد القح..."، "اليوم غادي نفرعوك
الز..." وفي كل مرة أود التحدث فيها تنهال علي صفعات ولكمات الجلادين من كل
صوب، اجلسوني على كرسي وأحاطوا بي في مشهد شبيه باقتسام فريسة تم اصطيادها،
"جاوب دين مك" عبارة تكررت أكثر من مرة وفي كل لحظة أرغب في الاستفسار
عن السؤال يقاطعونك بطريقتهم التي لا تخلو من السادية وفي موجة من الضحك الهستيري
. تدخل رئيسهم والمسمى "عزيز السويري" بدوره افتتح المشهد بالضرب والشتم
قبل أن يطلب من أحدهم مده ب"الشرطة المغربية" في إشارة إلى الزرواطة،
أمسك بقبضتها وصرخ قائلا :"غادي تهدر ولا نخليك تكمل
حياتك بلا دراري"، بعدها أرغموني على الاستلقاء على الأرض وأنا مصفد اليدين
إلى الوراء ويبدأون في تمديدهما والضغط
على الأرجل ، حتى أصبحت لا أحس بهما، وبقيت على هذه الحالة التي تسمى في أعرافهم
"تمديد الأطراف" إلى أن أغمي علي، ومباشرة بعدما استفقت قاموا بتعصيب
عيني ب"البانضة" وتحيط بي مجموعة من العناصر لم أستطع تحديد عددهم
بالضبط، ويرغمونك على الجلوس على ركبتكوأنت مصفد اليدين إلى الوراء في وضعية مستحيلة،
يجلس أحدهم أمامك ويبدأ في طرح الأسئلة ويأمر عنصرا آخر يناديه
ب"العلوي" وهو اسم إلى جانب "الحاج" يتقاسمه كل من يشرف على
تعذيبك بالوقوف ورائي ويقول له "إلى مابغاش يجاوب عطي لمو" وفي كل
مرةلايحصل على الجواب الذي يشتهيه تنهال علي صفعات "العلوي" الذي يتعمد
على ضربك تجاه الأذنين. استمروا على هذا النحو لساعات طويلة قبل أن ينتزعوا
"البانضة" (العصابة)، واقتادوني إلى مكتب آخر وفرقة أخرى ستتم ما تبقى
من "التحقيق". بدأوا في طرح الأسئلة روتينية حول عائلتي... متى التحقت
بالجامعة... قبل أن ينتقلوا إلى انتمائي السياسي و نشاطي من داخل الجامعة :
أنت قاعدي؟ ما موقفك من الصحراء؟ 20 فبراير، لجنة المعتقل، ندوة 28 /29
مارس. شكون كتب البيان؟ شكون ضرب "الإسلاميين"؟ فين كنت نهار 24-04-2014
؟ أين ذهبت بعدها، فين راهم ذوك الز...صحابك؟... أسئلة و أخرى تم طرحها مرفوقة
بأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي طيلة مجريات "التحقيق" قبل أن يأتوا
بمحضر يضم تهم ملفقة ومطبوخة على المقاس يأمرونك بالتوقيع، وعندما تطلب منهم
الاطلاع على محتويات المحضر قبل التوقيع، يشبعونك ضربا ولما رفضت ذلك قال
"غادي توقع صح على مك، إلى موقعتيش غادي نهرس لمك يديك" بعدها يودعوك
قبو ولاية قمع فاس"la cave"
في زنزانة تضم أزيد من 20 معتقلا من الحق العام في مساحة لا تتجاوز المترين ونصف
طولا ومتر ونصف عرضا، تنبعث منها رائحة كريهة وتتعايش فيها مع الجرذان وجميع أنواع
الحشرات دون أكل ولا شرب، بعد لحظات مر أمامي الرفيق أسامة زنطار ذاهبا إلى
المرحاض بعد عودته ناديته واقترب مني، اطمأنت عن حالته الصحية وأخبرني أن عبد
النبي شعول بدوره يوجد في السرداب الذي بجواري تحدثنا نحن الثلاثة لبضع ثواني قبل
أن يتدخل الجلاد الذي أخبرنا أن لديه تعليمات صارمة تمنع حديثنا أو تجميعنا في سرداب
واحد، قضيت الليلة على تلك الحالة وفي الصباح سيتم التوجه بنا نحو المحكمة الرجعية
التي ستحيلنا بدورها السجن السيئ الذكر عين قادوس. ومسلسل تجريمنا مستمر على كل
الواجهات بين من يطلب بحل النهج الديمقراطي القاعدي واعلانه تنظيما ارهابيا وبين
من يطلب بإنزال أقصى العقوبات في حقنا ومحاكمتنا بقانون الإرهاب وادانة
عائلاتنا... كل هذا تقف ورائه أجهزة الاستخبارات و القوى الظلامية التي أصابها
الخرف ويبدو في مخيلتها أن القاعديين آنت نهايتهم، التي ابتهج لها كل الأعداء وشرب
نخبها المتربصين بالقلعة الحمراء، لكن سرعان ما قضى مضجعهم، وأفسدت خلوتهم لأن
القاعديين ليسوا أفرادا اذ ما اعتقلهم النظام وزج بهم في غياهب السجون سينقرضون،
بل القاعديين أيتها الطحالب افراز موضوعي لطاحونة الصراع الطبقي الدائر رحاه من
داخل هذا المجتمع، فحتى وإن حكم علينا بقضاء ما تبقى لنا من هذه الحياة خلف
القضبان السميكة. فإنه لازال هناك المبدئيين والمخلصين الذين سيكملون المشوار
ويدافعوا عن كل القضايا بما فيها الاعتقال السياسي.
وبالمناسبة أحيي كل الرفاق و الرفيقات القابضين على الجمر والثابتين على
الموقف فكرا وممارسة، وأدعوهم إلى مزيد من الصمود والتحدي والتشبث بمعتقليهم السياسيين
ودعم عائلاتهم، فإيماننا الراسخ بنبل قضيتنا أقوى من أن تهزمنا قساوة الجلاد وبرودة الزنازين.
تعلمنا أن نسير
وجباهنا نحو الشمس
لأن الاحتراق
عنوان الوفاء
فإما عظماء فوق
الأرض أو عظام تحتها
اسمعوا يا
ظلام يا كلاب النظام
تجريم الرفاق لن يمر سدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق